Saturday 22 November 2008

شفيتم مقال د.ايمن نور بالدستور

قل لي!بماذا تعتقد؟ أقصد أن أسألك ما موقفك السياسي؟! أقل لك من أنت، وما مصيرك في مصر؟!فهل أنت إسلامي، أم اشتراكي؟ أم ليبرالي؟! أم لا شيء من هذا كله؟!هل أنت مع الدولة الدينية؟! أم مع الدولة الحاكمة؟! أم مع الحرية والاهتمام بقيمة وحقوق الفرد؟!هل أنت مع نظام الرئيس ونجله وحزبه؟! أم أنت ضدهم ومع حتمية التغيير في مصر؟!! إذا كنت إسلامياً: فأنت ضد المواطنة، ومناهض للدستور ومعاد للوحدة الوطنية!! وبالتالي فلا حق لك في أن يكون لك حزبك أو صحيفة تعبر عن رأيك، ولا حق لك في الترشيح لأي موقع برلماني أو سياسي!! أنت بنص التعديل الأخير للدستور «مارس 2007» محظور.. محظور.. محظور!! لاحق لك أن تطل برأسك من شاشات أنس الفقي علي الناس «التليفزيون سابقاً».ولا يمكن لك أن تتولي موقعاً قيادياً في أي جهة!! ولا يمكن لأحد من أولادك أو أولاد عمومتك أن يدخل كلية الشرطة أو أي كلية عسكرية، أو يلتحق بالنيابة أو بالسلك الدبلوماسي أو يعمل بإعلام الدولة أو حتي التدريس!! إذن أنت رقم غير محسوب، وشيء غير مقبول في بلدك عدو للوطن وللمواطنين البسطاء ولأمن مصر وأمانها!! وفي النهاية.. فالدولة غير غافلة عنك فأنت رقم علي ملف في إدارة مكافحة التطرف الديني.. وحدة الإخوان أو غيرها.ومصيرك النهائي هو السجن أنت ومن معك.. ولربما شُكِّلت لك محاكمة عسكرية إذا ضبطت متلبساً بالاجتماع مع أحد أقران السوء أو حتي لو لم تضبط!! فالأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوي!!أنت آفة في جسد الوطن، تستغل الدين في تحقيق أغراض إيران وتتلقي الأموال من أمريكا.. التي دعمت الإرهاب ومولته عبر أمراء الخليج والسعودية!! أنت أفغاني الهوية!! حماسي الهوي!! إرهابي الطوية!!وإذا كنت اشتراكياً: فأنت شيوعي أحمر مناهض للدين، ومتصادم مع المادة الثانية من الدستور التي تقول إن الإسلام هو دين الدولة!!أنت إذن محظور بنص الدستور معزول بحكم الشرع والقانون!! لا حق لك في حزب تدعو من خلاله للمبادئ الهدامة التي تعتنقها، ولا حق لك في صحيفة تثير بها النزعات الطبقية، تنفيذاً للمبادئ الشيوعية!! ولا سبيل لك في إعلام الدولة الذي يحترم المقدسات ومشاعر المؤمنين الصالحين، ولا يفسح لمثلك سبيلاً من أعداء الشرع والله والدين!!أنت محاولة لإعادة مصر للوراء تريد ردة لزمن التأميم والقطاع العام.. تريد نكسة تضيع الأرض والعرض وتعود بمصر للخلف سنوات وفقاً لمبادئ سقطت في بلادها ورفضتها شعوبها. كل هذا من أجل حفنة «روبيلات روسية» من التي كانت تتدفق علي الحركات الشيوعية من أجل دعم إسرائيل التي اعترفت بها الحركات اليسارية المصرية التي خرجت من رحم اليهود أمثال هنري كوريل.أنت إذن عميل لإسرائيل، أنت خائن لمبادئ الوطن وثوابته ومقدساته لا سبيل لك بين شرفاء الوطن، ولا عمل لك في مؤسساته!! أنت ممول من منظمات حقوقية.. أنت داع للفوضي وعدو للاستقرار. أنت إذن لا يمكن أن تفلت من يد العدالة فتاريخك مسجل في إدارة مكافحة الشيوعية في مباحث أمن الدولة التي تعمل ليل نهار لوقف عودة هذا الخطر سواء جاء متستراً في إطار جمعية أهلية أو جماعة سياسية أو تجمع نقابي أو عمالي. وإذا كنت ليبرالياً.. فأنت ضد الدستور ومناهض لمكاسب العمال والفلاحين، ومهدر لحقوق الأمة في مجانية التعليم والعلاج ونسبة 50% عمال وفلاحين!! وغيرها.. وغيرها.. أنت من دعاة الفوضي الهدامة ومن أنصار الأجندة الأمريكية- الغربية وتريد لمصر أن تصبح عراقاً جديداً.أنت ورقة تستخدم للنيل من حرية حاكم بلادك!! والتأثير في قرارها!! أنت مع الأجنبي ضد المصري!!أنت مع العولمة وضد الخصوصية المصرية!! أنت مع الحرية علي حساب الكرامة الوطنية.أنت محظور؛ لأنك جزء من مؤامرة دولية علي مصر.. ورموز مصر.. لا شرعية لك.. ولا صدقية ولا أمان.إذا أسست حزباً سياسياً فهو ظل للشيطان في الأرض.. لابد من محاصرته إعلامياً وسياسياً وقانونياً!! ولابد من سحقك.إذا أصدرت صحيفة فهي ممولة من أمريكا ومعبرة عن مصالح إسرائيل؟! ولابد من سجنك.وإذا أسست جمعية أهلية فهي تنفيذ لأجندة المعونات واختراق للمجتمع وثغرة في جسد الأمن القومي ولابد من سجنك.أنت في النهاية رقم علي ملف في جهاز أمن الدولة.. تليفوناتك مراقبة، أحاديثك مسجلة.. تحركاتك مرصودة ولابد من سجنك!كل ما تفعله له تفسير أمني ورد فعل مباحثي.. وكله بالقانون.أنت إذن مسجون.. مسجون ومحظور.. محظور.. ومحاصر دائماً بالرعود والبروق شأنك شأن الأبطال في القصص والأساطير الإغريقية القديمة تحاصرهم الكوارث والأزمات من كل صوب وحدب ومن كل جانب.الحل الوحيد في مصر أن تكون رجلاً من رجال النظام ومنتظماً معه إذا أقبل تقول له أهلاً، وإذا أدبر تقول له سهلاً وإذا فعلها تقول له شفيتم
عدد الجمعه من جريدة الدستور 21/11

No comments:

FEEDJIT Live Traffic Feed