Friday 13 November 2009

الوطن المجهري



نعم ادعو الله ان تنهزم مصر في مباراتها امام الجزائر ادعو من كل قلبي واتمنى ذلك صادقا وهذه الدعوة ليست
نكاية في وطن اصبحت عاجزا على ان اراه او اشعره او حتى اتشمم رائحة اطلاله فانا وان كنت ارتددت مرات
ومرات بين ثنايا عقلي وقلبي عن حب الوطن الا انني في كل مرة اعود اليه مؤمنا به ايمان الرضا ايمانا جبلت عليه
بلا رغبة مني بل وبلا قناعه ربما هكذا تربيت او ربما هكذا خلقت ولهذا ولهذا فقط ادعوا الله ان ننهزم







ادعوا الله ان ينهار المشروع القومي المصري نعم ففي الوقت الذي كنا فيه في الحقبة الناصرية نملك مشروع
قوميا من أجل استقلال وطن ثم من أجل بناء السد العالي وفي عهد السادات كنا نحلم ليل نهار بتحرير الأرض
تتقزم مصر حتى يصبح المشروع القومي لنا هو الوصول لكأس العالم يتحول حلم ثمانين مليون الوصول لكأس العالم
.
آه ياأمة ضحكت من جهلها الأمم





وآه ياحرقة دمي وانا اسمع تلك الأغاني التي شدى بها الشعب قبل المطربيين في حرب الأستنزاف وفي حرب
اكتوبر اسمع الأغنيات التي كانت تتردد على الجبهة تدق طبولها اصوات المدافع تدك حصون العدو وناياتها تبكي
لسقوط شهيد على ارض سيناء وهي تتراقص الآن من أجل ابو تريكة وزيدان



ايها السادة انا لست ضد كرة القدم كنشاط انساني وأجتماعي ورياضي بل لست حتى ضد التشجيع بل حتى
التعصب في التشجيع لكنني ضد ان يتقزم هذا الوطن ضد ان نعتبر الزحف الجماهيري لمباراة كرة قدم مثال على الأنتماء لمصر ضد ان نعتبر الفوز (لا قدر الله) انتصار لمصر او الهزيمة انكسار لها ضد ان نستخدم تاريخ مصر بهذه
الطريقة الفجة في هذه الحرب الأعلامية المضحكة انا ضد كل هذا


كما انني اتسائل عن اي انتماء تتحدثون اذا اردتم ان تعرفوا الأنتماء اسألوا شباب مصر المقتول على شواطئ
ايطاليا والذي هرب من شظف العيش في وطنه اسألوا الملايين الذين يتركون مصر

كل يوم ليهاجروا اسألوا طوابير الهجرة امام كل السفارات الغربية بل اسألوا انفسكم هل حقا تحبون مصر متى آخر
مرة ذكرتموها في جلساتكم متى آخر مرة علمتم اولادكم كيف يحبون وطنهم متى آخر مرة طربت آذنكم لأغنية

تتحدث عن مصر بل هل لي ان اسألكم متى آخر مرة دعوتم لها في صلاتكم





مصر ليست كرة يتقاذفها اثنان وعشرين لاعبا مترفين ايها السادة لن اكتب عبارات انشائية عن مصر ولكنها
ببساطة وطن والأوطان لا تصنع في ساحات الملاعب.

ان مايحدث الآن ماهو الا نوع من البحث عن انتصار وهمي يرضي هزيمتنا الداخلية ويرضي عنجهية مافارقتنا يوما قط هذا الأنتصار الشبيه بشجار بين طفلين في مدرسة ليخرج كل فصل مناصرا لأحد الطفلين وهذه هي نفس

العنجهية والأنتصار الكاذب الذي نبحث عنه في كل حادث طائفي يحدث في مصر

ايها الزاحفون الى الأستاد افيقوا افيقوا قبل ان يأتي يوم لا يتبقى من وطني شيئ يوم يأتي فيه على الأخضر
واليابس افيقوا قبل ان نبحث عن مصر فلا نستطيع ان نراها الا عبر المجهر

FEEDJIT Live Traffic Feed