Saturday 13 September 2008

الحرية لاتكيل بالبتنجان

ادعي اني اعرف بعض سياسي مصر وبعض مثقفيها وبعض من شغلوا صفحات الجرائد ومازالوا يشغلوها الى الآن ربما لايعرفني بعضهم ،ربما يعرفني الآخرون لكني اختلطت مع الوسط السياسي في مراحل متعددة في عمري فعرفت(ايمن نور، ايهاب الخولي، جميلة اسماعيل)ومن الشباب الذي اصبح حديث الجرائد عرفت الكثير ايضا(احمد ماهر-منسق حركة 6 ابريل-اسراء عبد الفتاح-فتاة الفيس بووك-بلال دياب-الطالب الذي قاطع رئيس الوزراء في جامعة القاهرة وبعض معتقلي احداث 6 ابريل) عرفتهم من قرب وعرفت الكثيرين من بعد عرفتهم من قرائتي لهم في مدوناتهم من سماعي لهم في ندواتهم من كتابتهم في الصحف فما وجدت من الجميع الا التطرف .
لا اقصد هذه الأسماء بالذات بل اتحدث عن الأنسان المصري المثقف على العموم والغريب اني وجدت نوعا جديدا من التطرف لاأعرف له اسما ولكن دعني اسميه تطرف البحث عن الأبرة (الأبرة في كومة القش) ذلك التطرف الذي يجعل بداية الدنيا ونهايتها عند اطراف قضيتك التي تؤمن بها
وبهذه الطريقة يصبح قيام الرجل في المواصلات العامة لأجلاس سيدة نوع من التمييز ضد المرأة بالنسبة لأنصار حقوق المرأة
ويتحول الحديث عن اي آية قرآنية اوحديث نبوي في جلستنا السياسية ادخال للدين في السياسة بالنسبة للعلمانين
واعطاء الفقراء حسنات الأغنياء في رمضان قمة التنازع الطبقي والذل لأن الفقراء يجب ان يأخذوا حقهم كاملا بالقوة هذا عند اليساريين
والحديث باي حرية عن شخصيات اسلامية قديمة او حديثة بالنقد كفر بين لدى الأسلاميين
والغريب بان كل طرف يتهم الآخرين بالتطرف وينظر لهم نظرة احتقار وخوف على مصر من وصول هؤلاء الى السلطة ويتحدث بان التيار الفكري الذي ينتمي اليه هو الحل الأمثل لمشاكل هذا الوطن وهو الذي سيعطي مصر ومثقفي مصر الحرية للحديث في الوقت الذي لايستطيع ان يتحمل وجود شخص آخر يختلف مع فكره ليتحدث اليه وجها لوجه اكثر من خمس دقائق
نظرت في وجوهم جميعا ابحث عن انسان يقبل الآخر كما هو ويحاول ان يتفاعل معه فيما يصنع مستقبلا افضل لمصر فلم اجد لم اجد سوى التطرف التطرف التطرف
الغريب ان هذا التطرف انتقل بحذافيره من جيل الأوائل الى جيل الشباب فاصبحوا في تطرفهم نسخا متطابقة من سابقيهم لكن مع اضافة حرارة حمية الشباب فتعلوا الأصوات ويتطور الأمر من خلافات فكرية الى العديد من الخلافات الشخصية
والآن وبعد هذه الجولة السريعة في عقول دعاة الحرية والتغيير في مصر لنذهب سريعا الى حواري السيدة قهاوي مدينة نصر محلات شارع عبد العزيز لننظر الى شعب مصر الحقيقي ونتخيل طرح القضايا الفكرية لمثقفي مصر على عامة الشعب
مارايك في التمييز الأيجابي ضد المرأة
مارايك في الغاء خانة الدين من البطاقة
هل تؤمن بمبدا الحاكمية
هل حقا الصراع الطبقي هو الذي يحكم التحولات التارخية
خخخخخخخخخخخخخخخخخ ده صوت عم سيد اللي نام مني -ماتفهموش حاجة تانيه ياعالم ياقليلة الأدب-سيكون الرد الذي يباغتني به عم احمد بتاع البيكيا :ياباشمهندس احنا عايزين واحد يتقي الله فينا وياكلنا لقمة حلوة
وسيكون رد سيد بتاع المحارة:لا ياباشمهندس اجنا عايزين واحد يحكم بالدين
وسيكون رد مايكل خريج الأداب:يااستاذي الفاضل احنا محتاجين واحد يأكلنا عيش ويوفر لنا شغل
اما وائل خريج المودرن:فهيكون رده احنا محتاجين واحد روش كده يشيل الزبالة اللي بيسرقوا مصر دول
الفارق في الخطاب شاسع مثقفي مصر في ابراجهم العالية يتحدثون عن مشاكل لاتتكيل بالبتنجان بالنسبة لمايريده الشعب
وشعب يعتقد ان خلاصه سوف يأتي على يد ولي من اولياء الله الصالحين وهدفه الأول لقمة العيش
فهل سيفقه اهل الثقافة الى ان تطرفهم الفكري صرف عنهم العوام يوما؟ما لااعتقد

3 comments:

مش لاقية اسم said...

السلام عليكم

انا قريت البوست

جميل جدا بس مش عايز يدخل دماغى بس

والله فعلا جميل

كل سنة وانتة طيب

وشكرا جدا لتشريفك مدونتى

رمضان كريم تحياتى

دار العين said...

على مدونة دار العين للنشر
_ جمال الغيطاني : "امبارح راح فين ؟" هو السؤال الذي شغلني منذ الطفولة
_ حديث علاء الأسواني عن مشكلة انفصال المثقف عن الواقع
_ حدوتة من كتاب " المرأة والحدوتة "
http://ainpublish.blogspot.com
........
نرحب بتعليقاتكم واستفساراتكم
سواء عن الكتب الصادرة عنا أو عن سياسة النشر
.....

سميرة said...

انا اتفق معاك ان كتير من السياسيين بيتكلموا من ابراج فوق اوي لدرجة انهم مش عارفين اي حاجة بتحصل في البلد
وبعضهم انشغل في صراعات شخصية بين الاحزاب زي الاهلي والزمالك اللي مورمين دماغنا بيهم طول الوقت في التليفزيون "ودي حاجة مقصودة من وجهة نظري".
اما موضوع تقبل الاخر ، فهو لايوجد بتاتاً في مصر ، واعتقد ان دا سببه التربية الغلط اللي بتكون اساسها الانانية المفرطة ، يعني حاجتى ، نجاحى ، الانا هى اللي بتغلب ، فمنين هايكون فيه تقبل للاخر.
احنا لو اشتغلنا كفريق اكيد هاتفرق معانا
كل سنة وانت طيب

FEEDJIT Live Traffic Feed